السبت، 28 ديسمبر 2013

فى الستين من العمر و يتقابلون عبر الإنترنت فالحب لا يعرف المستحيل

الحب لا يعرف السن. هذا ما ادركه يوجي كوامورا بعدما تقاعد عن العمل حين بلغ الثانية والستين من عمره واكتشف ان هوايتيه الجديدتين وهما التصوير الفوتوغرافي والكمبيوتر غير كافيتين لشغل وقته.

ومثل عدد صغير وان كان متناميا من مسنين يابانيين عزاب لجأ كوامورا لمواقع تقدم خدمات التعارف على شبكة الإنترنت بحثا عمن تشاركه "حياته الثانية".
فى الستين من العمر و يتقابلون عبر الإنترنت فالحب لا يعرف المستحيل
ويقول كوامورا وهو يرتشف القهوة في مقهي في طوكيو "حين تكون في سني ينكمش نطاق انشطتك ولا يمكنك مقابلة أحد إلا من داخل دائرة ضيقة. لا تعلم كيفية الخروج من هذه الدائرة ان اردت".
وكوامورا سائق سيارة اجرة سابقا وهو مطلق منذ 26 عاما ويبلغ الآن الخامسة والستين من عمره. وفي يوليو/تموز الماضي سجل اسمه في موقع "ماتش دوت كوم" للمواعدة ومقره الولايات المتحدة.

ويواعد كوامورا ثلاث نساء اثنتان منهن اصغر منه بتسعة اعوام والأخيرة في الثانية الستين من عمرها. ويقول "اتسع الافق وحياتي أكثر ثراء لأن بوسعي ان اكون صداقات".
بدأت "ماتش دوت كوم" نشاطها في اليابان في عام 2004 وتضم حوالي 840 الف مشترك. وبدأ الموقع يستهدف سوق سن النضوج بعدما سجلت الفئة العمرية فوق 50 عاما اسرع معدل نمو لعدد الاعضاء رغم أنها فئة عمرية كانت مستبعدة على الصعيد العاطفي.

ورغم ان نحو نصف اعضاء "ماتش دوت كوم" من الفئة العمرية بين 30 و39 عاما فان تسعة بالمئة من الاعضاء عمرهم خمسون عاما أو أكثر.

وقال كاتسوكي كوانو رئيس "ماتش دوت كوم" في اليابان "كان يعتقد ان من في الخمسين من عمرهم أو أكثر لا يتحدثون عن الحب. يقول الناس: مستحيل، تقدم بكم العمر كثيرا".
وتابع "في هذه الايام اصبح مقبولا ان يتحدث من هم في هذه السن عن الزواج والحب".

ويرجع تغير المفاهيم في جزء منه لتزايد عدد المسنين في اليابان. فواحد من كل خمسة يابانيين بلغ الخامسة والستين من العمر أو تجاوز هذه السن ويتوقع ان تتضاعف النسبة بحلول منتصف القرن.

وبات التعامل مع الإنترنت أيسر بالنسبة لليابانيين المسنين في الوقت الذي يرتفع فيه عدد من لم يسبق لهم الزواج او المطلقين بعد زواج استمر عشرات السنوات في معظم الاحوال.
ويقول جيمس فارير استاذ الاجتماع في جامعة صوفيا في طوكيو "تغير الوضع بكل تأكيد مع ارتفاع نسبة الطلاق وتزايد عدد من يقبلون بزواج ثان".

وأضاف "اعتقد ان هناك تغيرا ثقافيا في اسلوب تناول وسائل الإعلام لمثل هذه الامور".

كما ان الابناء البالغين الذين كان يفترض ان يقيموا مع اهاليهم ويثنونهم عن الزواج مرة اخرى اضحوا أكثر تاييدا للفكرة.

ويقول كوامورا "متوسط العمر زاد وارتفع عدد الاسر الصغيرة. تزايد عدد من يعيشون بمفردهم مثلي. يحرص الابناء البالغون الآن على ان يكون لاهاليهم رفيق كي لا ينتابهم القلق بشأنهم".

ويتفق ممولو مواقع اخرى على الإنترنت تستهدف نفس السوق على ان تغير القيم يزيد من سهولة اقرار اليابانيين بحنينهم للحب واتخاذهم خطوات فعلية حيال ذلك.
غير ان صور خدمات المواعدة كواجهة مشبوهة للدعارة والعلاقات العابرة لا تزال قائمة.

وتقول ناومي (52 عاما) وهي مطلقة انضمت لعضوية "ماتش دوت كوم" في فبراير/شباط "لم ابلغ ابنائي لانني اعتقد ان من الافضل ان التقي شخصا بشكل طبيعي".
وأضافت "صورة مواقع المواعدة ليست جيدة جدا رغم أن هذا قد يكون تفكيرا رجعيا".
ويقول كوانو ان هذه المخاوف احد الأسباب كون النساء يمثلون 40 في المئة فقط من اعضاء "ماتش دوت كوم" في اليابان مقابل 50 في المئة في الولايات المتحدة. والكبرياء سبب اخر.

ويضيف "يخشون ان يبدون فاشلين حين يلجأون للإنترنت لايجاد رفيق".
وسواء كان التعارف من خلال شبكة الإنترنت أو بعيدا عنها فان عقبات لازالت تعترض عملية البحث عن الحب من بينها احتمال تباين الاولويات.

واظهر استطلاع اجرته "ماتش دوت كوم" ان اليابانيين واليابانيات يضعون "القيم المشتركة" على رأس اولوياتهم عند البحث عن شريك ويأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للرجال "تشابه الشخصية" بينما ذكرت النساء الدخل.
ويقول كوامورا انه واجه تلك المشكلة في بداية انضمامه إلى "ماتش دوت كوم" وكان سببا لابتعاده لبعض الوقت.

وقال "كنت ابعث رسائل عن طريق البريد الالكتروني وأتلقى ردا يتضمن سؤالا عن وظيفتي. مهنتي في قاع السلم في اليابان".
ولكن تحسنت الامور في الفترة الأخيرة وانتقل كوامورا للاقامة بالقرب من احدى صديقاته حتى يتعرفا على بعضهما البعض بصورة افضل، لكنه ليس متعجلا.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م