العريان.. الرجل الذي فقد ظله من قبل سقوط الإخوان
هي المرة السادسة التي يخوض فيها عصام العريان هذه «التجربة». كان اعتقاله الأول عام 1981، ثم صدر حكم بسجنه خمس سنوات بتهمة الانتماء للإخوان عام 1995، ثم اعتقال آخر 2006 بسبب مشاركته في مظاهرات تأييد للقضاة، واعتقال ثالث عام 2007، وأخيرا يوم جمعة الغضب، في الساعات الأخيرة من حكم حسني مبارك.
العريان المولود في أبريل 1954 في إمبابة بمحافظة الجيزة، ولم يكتف بدراسة الطب التي انتهى منها عام 1977، فحصل على شهادتي الحقوق والآداب ودراسات إسلامية أخرى.
سياسيا بدأ العريان مشواره مسئولا باتحاد طلاب القاهرة، ثم رئيسا لاتحاد طلاب مصر. بعد التخرج نقل نشاطه إلى نقابة الأطباء، عضوا بمجلس إدارتها منذ 1986، ثم أمينا مساعدا لها بعد ذلك، كما كان نائبا بمجلس الشعب عدة مرات، قبل أن يتولى منصبه الأخير، وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين عام 2011.
الدور الأكبر في المشوار السياسي للعريان يبقى المشاركة في «ترميم» جماعة الإخوان المسلمين في السبعينيات، وهي تخرج من ظلمات المطاردة الناصرية، إلى نور حالة «شبه الشرعية» التي أسبغها السادات على الإخوان.
ورغم تصنيف الباحثين للعريان على أنه أحد أبناء التيار الإصلاحي في الجماعة، فإن شباب الجماعة ينتقدون صمته على الإطاحة بمعظم رموز هذا التيار وشبابه على يد نائب المرشد خيرت الشاطر. كما يتذكر خصومه كلمته الحاسمة يوم 23 يناير 2011، عندما انتقد اختيار يوم عيد الشرطة للتظاهر ضد النظام، بدعوى «عدم تجريح الشخصيات والهيئات الرسمية لأن الشرطة مؤسسة الشعب لا الحزب الوطني الحاكم»، كما نقلت عنه صحيفة الوفد يوم 24 يناير 2011.
بطلوع الشاطر من السجن بعد يناير 2011، ثم خسارة العريان لانتخابات الحزب أمام الكتاتني، أصبحت صورته في السنوات الأخيرة أقرب للشخص «غير المرغوب فيه» من قيادات الإخوان، فخضع لعملية تهميش تدريجية، انتهت به إلى أن يكون شخصا غير مؤثر في قيادة، يعيش على تاريخه القريب والبعيد، وعلى معارك إعلامية يدخلها من وقت لآخر. كانت هذه المعارك تثقل كاهل حزب الحرية والعدالة، فيصمت عنه أحيانا، أو يتبرأ من المعركة في أحيان أخرى.
استقال العريان من منصبه كمستشار للرئيس بعد معاركه التي أرهقت الجماعة، ومنها تصريحه بأن الرئاسة تسجل جميع المكالمات الصادرة عنها دون إذن قضائي، ودعوته لليهود المصريين بالعودة وتعويضهم عن أملاكهم.
وكان لهذين الموقفين الدور الرئيس لممارسة الضغوط عليه وخروجه من رئاسة الجمهورية، إلا أن العريان واصل تصريحاته المحرجة للجماعة عندما وقف في مجلس الشوري مهاجما لدولة الامارات. قال مخاطبا قيادة الإمارات «عليكم أن تختاروا بين أن تكونوا عبيدا عند لصوص، أو ملوكا بين العرب"، ما دفع سعد الكتاتني رئيس الحزب للتأكيد علي أن تصريحات العريان لا تعبر إلا عن العريان.
عقب 30 يونيو الماضي وعزل مرسي، احتشد الإخوان في رابعة والنهضة، واتخذت لهجة «دكتور عصام» منحنى تصعيديا، شن خلاله هجمات نارية على الجيش. ومن منصة رابعة واصل تهديداته ضد «قادة الانقلاب»، وبعضها يقع تحت طائلة القانون بتهمة إهانة القوات المسلحة، إلى جانب تهم أخرى مثل التحريض على قتل المتظاهرين.
وبعد الفض العنيف للاعتصامين اختفى الرجل، وواصل رسائله المكتوبة والمصورة على طريقة بن لادن، يحرض أنصار الإخوان، ويتوعد «قادة الانقلاب». ونجح العريان في خداع أكثر من 100 مأمورية ضبط وإحضار نفذتها الشرطة ضده، حتى فجر اليوم الأربعاء، عندما فوجئ بـ«شرطة الانقلاب». حسب رواية الشرطة قال لهم العريان: سننتقم منكم، ثم واصل هجومه على رجال الشرطة، «الانقلابيين الخونة».
بعد ساعات من إعلان القبض عليه، وعلى صفحته بموقع فيسبوك، كتب العريان عبر الموبايل عبارة للصوفي ابن عطاء الله السكندري، «لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود، وإن تعين زمنه، لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك وإخمادا لنور سريرتك. اطمئنوا، وإلى لقاء». والذين عايشوا العريان في السجن يعرفون ولعه بالمتصوف السكندري الشهير، وكان يلقي درسا عقب صلاة المغرب يشرح فيه عبارات الرجل وتأملاته التي يحفظ بعضها عن ظهر قلب.essam1
صفحة العريان يتبعها نحو 146 ألف شخص، والرسالة قبل الأخيرة كانت تهنئة بعيد الأضحي، «غدا يحكي التاريخ عن فشل انقلاب عسكري دموي فاشي على يد شعب عرف معنى الحرية، وكل عام ورئيس جمهوريتنا المنتخب د. محمد مرسي بخير».
الشروق
العريان المولود في أبريل 1954 في إمبابة بمحافظة الجيزة، ولم يكتف بدراسة الطب التي انتهى منها عام 1977، فحصل على شهادتي الحقوق والآداب ودراسات إسلامية أخرى.
سياسيا بدأ العريان مشواره مسئولا باتحاد طلاب القاهرة، ثم رئيسا لاتحاد طلاب مصر. بعد التخرج نقل نشاطه إلى نقابة الأطباء، عضوا بمجلس إدارتها منذ 1986، ثم أمينا مساعدا لها بعد ذلك، كما كان نائبا بمجلس الشعب عدة مرات، قبل أن يتولى منصبه الأخير، وهو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين عام 2011.
الدور الأكبر في المشوار السياسي للعريان يبقى المشاركة في «ترميم» جماعة الإخوان المسلمين في السبعينيات، وهي تخرج من ظلمات المطاردة الناصرية، إلى نور حالة «شبه الشرعية» التي أسبغها السادات على الإخوان.
ورغم تصنيف الباحثين للعريان على أنه أحد أبناء التيار الإصلاحي في الجماعة، فإن شباب الجماعة ينتقدون صمته على الإطاحة بمعظم رموز هذا التيار وشبابه على يد نائب المرشد خيرت الشاطر. كما يتذكر خصومه كلمته الحاسمة يوم 23 يناير 2011، عندما انتقد اختيار يوم عيد الشرطة للتظاهر ضد النظام، بدعوى «عدم تجريح الشخصيات والهيئات الرسمية لأن الشرطة مؤسسة الشعب لا الحزب الوطني الحاكم»، كما نقلت عنه صحيفة الوفد يوم 24 يناير 2011.
بطلوع الشاطر من السجن بعد يناير 2011، ثم خسارة العريان لانتخابات الحزب أمام الكتاتني، أصبحت صورته في السنوات الأخيرة أقرب للشخص «غير المرغوب فيه» من قيادات الإخوان، فخضع لعملية تهميش تدريجية، انتهت به إلى أن يكون شخصا غير مؤثر في قيادة، يعيش على تاريخه القريب والبعيد، وعلى معارك إعلامية يدخلها من وقت لآخر. كانت هذه المعارك تثقل كاهل حزب الحرية والعدالة، فيصمت عنه أحيانا، أو يتبرأ من المعركة في أحيان أخرى.
استقال العريان من منصبه كمستشار للرئيس بعد معاركه التي أرهقت الجماعة، ومنها تصريحه بأن الرئاسة تسجل جميع المكالمات الصادرة عنها دون إذن قضائي، ودعوته لليهود المصريين بالعودة وتعويضهم عن أملاكهم.
وكان لهذين الموقفين الدور الرئيس لممارسة الضغوط عليه وخروجه من رئاسة الجمهورية، إلا أن العريان واصل تصريحاته المحرجة للجماعة عندما وقف في مجلس الشوري مهاجما لدولة الامارات. قال مخاطبا قيادة الإمارات «عليكم أن تختاروا بين أن تكونوا عبيدا عند لصوص، أو ملوكا بين العرب"، ما دفع سعد الكتاتني رئيس الحزب للتأكيد علي أن تصريحات العريان لا تعبر إلا عن العريان.
عقب 30 يونيو الماضي وعزل مرسي، احتشد الإخوان في رابعة والنهضة، واتخذت لهجة «دكتور عصام» منحنى تصعيديا، شن خلاله هجمات نارية على الجيش. ومن منصة رابعة واصل تهديداته ضد «قادة الانقلاب»، وبعضها يقع تحت طائلة القانون بتهمة إهانة القوات المسلحة، إلى جانب تهم أخرى مثل التحريض على قتل المتظاهرين.
وبعد الفض العنيف للاعتصامين اختفى الرجل، وواصل رسائله المكتوبة والمصورة على طريقة بن لادن، يحرض أنصار الإخوان، ويتوعد «قادة الانقلاب». ونجح العريان في خداع أكثر من 100 مأمورية ضبط وإحضار نفذتها الشرطة ضده، حتى فجر اليوم الأربعاء، عندما فوجئ بـ«شرطة الانقلاب». حسب رواية الشرطة قال لهم العريان: سننتقم منكم، ثم واصل هجومه على رجال الشرطة، «الانقلابيين الخونة».
بعد ساعات من إعلان القبض عليه، وعلى صفحته بموقع فيسبوك، كتب العريان عبر الموبايل عبارة للصوفي ابن عطاء الله السكندري، «لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود، وإن تعين زمنه، لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك وإخمادا لنور سريرتك. اطمئنوا، وإلى لقاء». والذين عايشوا العريان في السجن يعرفون ولعه بالمتصوف السكندري الشهير، وكان يلقي درسا عقب صلاة المغرب يشرح فيه عبارات الرجل وتأملاته التي يحفظ بعضها عن ظهر قلب.essam1
صفحة العريان يتبعها نحو 146 ألف شخص، والرسالة قبل الأخيرة كانت تهنئة بعيد الأضحي، «غدا يحكي التاريخ عن فشل انقلاب عسكري دموي فاشي على يد شعب عرف معنى الحرية، وكل عام ورئيس جمهوريتنا المنتخب د. محمد مرسي بخير».
الشروق