الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

بالصور شاهد ثورة الفيزون في مصر

رام الله - دنيا الوطن
بحلول العيد, جرت العادة نزول الجموع الى الشوارع بلبس "جديد ولكن هذا العام الوضع مختلف ; فبعد قرار الجامعات المصرية بمنع الفتيات من ارتداء الفيزون داخل أروقتها , ومن خلال دعواي عبر مواقع التواصل الاجتماعى شددت الفتيات على ضرورة ان يحتوى "طقم العيد" قطعة الفيزون ; ليشهد هذا العيد ما أطلقوا عليه "ثورة الفيزون" 


     
ما لا يعرفه الكثيرون أن "الفيزون" هو فى الأصل هو حيوان يتميز بفروه الغزير موجودة بكثرة فى امريكا الشمالية و أوروبا ويعيش حتى عمر 10أو 12 سنة فقط, أما شبابنا المصري بخفة دمه كان له تعريف أخر للفيزون وهو " قطعة من القماش الرقيق الشفاف الذى يكاد الشخص ان يرى ما وراء الكواليس مدعم بتقنية hd وقريبا 3 d ومتوفر بعدة ألوان أكثرها شعبية الأسود " , وبالتالى الفيزون الحيوان والفيزون القماش لا يمتوا بصلة لبعضهم البعض سوى فى الأصل , حيث أن موضة الفيزون بداية ظهورها كانت فى أوروبا; حيث برعت نجمات هيوليود فى نشر موضة الفيزون حتى وصلت الى عالمنا العربى ولكن على استحياء .والجدير بالذكر ان الفيزون فى أول ظهوره كان مخصص للرجال , حيث كان يرتديه راقصو الباليه من الرجل ليسهل عليهم الحركة أثناء الرقص , وعندما ظهر الفيزون على الساحة العام الماضى بين نجمات السينما العالمية , ظهر بالتبعية نوعية من الفيزون مخصصة للرجال ولكن لم تلقى قبول بين الجمهور الاوربى فسرعان ما تلاشت عن الأنظار , ولكن يظل ذاك البنطلون الشفاف رقيق القماش مسيطر على موضة الفتيات منذ العام الماضى وحتى وقتنا هذا .
موضة البنطلون الفيزون ظهرت فى مجتمعات أوروبا وأمريكا العام الماضى وبدأت فى الاختفاء هذا العام , على العكس تمام ما حدث فى وطننا العربى فهذه الموضة فى تزايد مستمر فهى بدأت العام الماضى بين طبقة الفنانات العربيات واشهرهن الفنانة الخليجية احلام عندما ظهرت به فى أحدى حلقات Arab idol مما أثار حفيظة جمهورها الذين لم يتأخروا فى عتابها عبر شبكات التواصل الاجتماعى , ومن ثم ظهرت به الفنانة المعتزلة شهيرة والتى كانت سبب فى إقبال شريحة كبيرة من الفتيات المحجبات على ارتداء الفيزون , فلم يصبح حكرا على شريحة دون غيرها خاصة بعد صعود فتاة على منصة رابعة العداوية أثناء إعتصام الإخوان وهى ترتدى بنطلون فيزون ماسكة بالميكرفون ومتحدثة عن تأيدها للاخوان والرئيس السابق محمد مرسى .
"للأسف ظاهرة مقززة" بهذه الكلمات بدأت نغم منير –مصممة الازياء- حديثها عن انتشار موضة الفيزون فى مصر والوطن العربى حيث قالت: انتشار بنطلونات الفيزون فى مصر اصبح ظاهرة مضرة للعين , وللاسف نحن شعب عادة ما يسىء استخدام الاشياء ومنها الموضة فنحن منذ سنوات طويلة ونستخدم الفيزون فى تصميم الملابس وخصوصا فى فساتين السهرة ودائما ما تكون نتيجة استخدامه جيدة ويظهر اللبس بمظهر لائق وشيك , الى ان تم استخدمه فى صناعة البنطلونات الشفافة الضيقة فأصبح الفيزون يكتسب سمعة سيئة فبمجرد أن أتفوه بكلمة فيزون يأتى فى بال المستمع الملابس الضيقة الشفافة , رغم أننى ممكن أن اصمم عباءة من الفيزون و ستكون فى غاية الحشمة والوقار ,
وأضافت نغم : الفيزون تم اكتشافه على يد مصمم أزياء فرنسى منذ وقت طويل ,أما البنطولنات الفيزون فقد ظهرت فى أمريكا واروربا خلال الصيف الماضى ولكنها اختفت هذا الصيف ولكن فى عالمنا العربى انتشر بسرعة الصاروخ ولا احد يستطيع إيقافه .
اختلفت أراء الشباب والبنات حول "الفيزون" , منى كامل – 25 سنة – تقول : رغم أننى لم ارتدى الفيزون ولا اعتقد اننى سأرتديه يوم من الأيام , لكنى ضد منعه بقرار إلزامى فهو يظل نوع من انواع الملبس الذى من المفترض أن يكون حرية شخصية ; فأبسط حقوق الانسان أن يرتدى ما يحلو له .
وكان لندى مكاوى-27 سنة- رأى مخالف لما سبق حيث قالت : انا ضد ما يسمى ب"الفيزون" هذا ولا أعلم كيف ترتديه البنات بدون خجل ومن ثم نتساءل عن اسباب التحرش! , وعلى فكرة انا لست من نوعية الاشخاص المتزمتين ولا انتمى لاى تيار دينى ولكن الحق حق أن يتبع ; ولذا أن اتفق تماما مع قرار الجامعات بمنع الفيزون داخل أروقتها وياريت يمنعه من الشوارع ايضا يلبسوه فى بيوتهن فقط.
والشباب كان لهم رأى مختلف فيما أسموه بثورة الفيزون , فيقول كريم عصمت – 26 سنة - : نحن نعيش هذه الايام فى مهرجان أو ثورة الفيزون فأنا لا اسير فى الشارع أو اذهب الى مكان وأجد أكثر من 85% من البنات المتواجدين فى هذا المكان مرتدين الفيزون , هناك من ترتديه بنوع من الحشمة وهناك من تلبسه بنوع من الفجاجة ولذا ارأب من الفتيات أن يراعون ظروف الشباب الذين يعانون ضيق ذات اليد ولا يمتلك الامكانيات للزواج ثم يحاسبونه على التحرش.
أما معتصم أحمد -29 سنة- قال: غير منطقى تماما من يرى ان ارتداء الفتيات هذا البنطلون الشفاف هو حرية شخصية وإذا كان هذا فعلا , إذن فان التحرش يجب ان يكون واجب وطنى ; دعونا من هذه الشعارات التى لا تتناسب مع ظروف مجتمعنا المصرى , فنحن مجتمع يعانى من البطالة ومن تأخر سن الزواج عند الشباب ومن مشاكل اجتماعية واقتصادية كثيرة فبأى منطق يعطى الحق للبنت ان ترتدى ما تشاء ويكبت الشاب الذى هو اساسا مكبوت بما فيه الكفاية , فلكل مقام مقال .
تعاقب مع قرار الجامعات بمنع الفيزون داخلها دعواي شبابية بجعل الفيزون زى رسمى رغبة منهم فى التعبير عن رفضهم لهذا القرار , ولذا رأى البعض أن الفيزون مع الايام ممكن ان يكون ظاهرة انطلاقا من فكرة الممنوع مرغوب ,
وفى هذا السياق تقول دكتور هالة يسرى – أستاذ علم الاجتماع والخبيرة الأسرية- : لا اعتقد أن الفيزون ممكن ان يكون ظاهرة مصرية فى يوم من الايام ; وذلك لان أغلبية الفتيات المصريات يرتدوه على قمصان طويلة ولذا أنا ضد قرار الجامعة بمنعه لانه بذلك صنع ضجة من لا شىء , فالتنميط بين الشباب غير مطلوب والتنويع فى الملبس خصوصا فى الجامعات ظاهرة اجتماعية صحية مع العلم ان منع نوع بعينه ليس حل فممكن البنات يستبدلون الفيزون الضيق ببنطلونات جلد ضيقة ايضا ووقتها لا احد يستطيع منعها من الدخول الى الجامعة , ولكن هذا لا يمنع ان الشباب والفتيات لابد ان يكون لديهم مسئولية أمام أنفسهن وذلك من خلال الحفاظ على الحياء العام فى ملابسهم مع الاحتفاظ بالحرية الشخصية فهناك لبس لائق للدراسة وآخر لائق للعمل وآخر لائق للترفيه على الشاطىء وهكذا.

 دنيا الوطن

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م