نعم اتذكر تلك الفتاة جيدا ....هذه التى كانت تنسدل خصلات جدائلها الذهبية لتصل الى خصرها .....التى تتمايل لتجعل الفراشات فى الهواء ...تغار من انسيابيتها المفرطة ...التى تنظر بعينها الواسعتين ذات اللون العسلى .... الى الجبل فيخشع امهامها ترابا ...لاقيمة له ...تلك التى كانت ابتسامتها تدخل النفس الى اضلوعى فيتخافت متراقصا من سعادتى ..... فهذا الثغر المحلى بفواكهة الجنة الطيبة كم كان شهي لذيذاا....ونسمات اريجك الياسمينى التى كانت كفيلة بقمع بركانى الخاص ....وتلك القدمين العاريتين بعض الشئ عندما تضرب بخلخالها الارض فيسود الصمت الارجاء مع هذه الرنة ..... لا استكفى فى وصفها الكون ...."جميلة " وهى فعلا هكذا بكل حرف تعنيه الكلمة ....
اااااااااه كم تمنيت ان تكونين حبيبتى وصديقتى ورفيقة دربى الابدية ....كم اشتهيت قوتك وانوثتك التى كانت سببا كافيا لاسمى ابنتى تيمنا بك..... لعل الظروف تخلق "جميلة" اخرى....ولكن لا يامن طاقت نفسى اليها ...لا احد مثلك لا احد يشبهك ....اشتاق لملامست يداك الناعمتين ...اشتاق لاحاديثنا الجدلية ...فدائما انتى الفائزة ....اشتاق معانقتك واختلاط انفاسنا مرة اخرى ...يااالله فعناقك حبيبتى كان غذاء روحى للمثابرة على هذه الحياة الواهنة ....لا اتذكر كم من المرات ضبطتنا سويا ...ولم نلبث نعاود الكرة مرة اخرى .....اشتاق لمرحك لمزاحك لمزاجك الصافى .... كنتى لا تبالين بشئ ليس لضعفك ..بل لقوتك فكنتى انتى الانثى الكاملة الاوصاف .....وكان لا يقف امامك وامام طموحاتك واحلامك شئ ... فكان اعتناقك لذاتك جعلنى رجل افضل ... كنت رجل افضل بك اين انتى الان ياهاجرتى ....اصبحت الحياة ثقيلة بدونك ... افتقد شجاعتك الى كانت تهب الى انفاسى الحياة ...افتقد جنونك الذى كان يدفعنى لأشياء لم اعرف اننى امتلكها .....لأشياء لم استطع فعلها يوما الا معك .....لن تعرفى كيف اصحبت وامسيت سنين العمر فى روتين يكاد يقتلنى .... حبيبتى هذا اكثر ما افتقده. "انتى" ..
اذهب كل جمعة وكل ذكرى كانت بيننا لاقرأ لكى بعض من الشعر والقرآن ...اشعل لكى الراديو فانتى كنتى تحبين سماع الموسيقى ....كم افتقد محياكى عندما كنتى تستمعين لصوتى الاجش ...ولكن تدعينى اكمل غنائى لانك تفتقدين صوتى ...افتقد حب بلا حدود ....بلا حواجز ...حب فطرى...
اريد ان اكتب لكى ايضا اننى فعلت ما اوصيتنى به ...كى لا اجرحك مثلما قلتى .... تزوجت ..وانجبت ...ولكننى قلت لكى اننى لن اعرف الحب الا معك وجعلت مرقدك قلبى ....واصبحت لا العن المرض الذى اخدك من بين يدى ....ولكنى ادعو الله فى المقابل ان ياخذنى اليكى سريعا... ووضعت كل اشيائك فى صندوقك الخشبى "فرشاة شعرك_كتبك _وعطرك_وفستانك المخملى_والسلسال التى اهديتك اياه "واودعتهم للبحر كى تستقبليم فى حياة اخرى ...وستكون حال رسالتى هذه اليكى ...كما اخبرتنى ياحوريتى الحلوة ....ان اكتب اليكى والقيها كى تكونى بجوارى فى احلامى دائما .......وان ازف اليكى الورد الجورى دائما كى لا تفتقدنى ايضا....
لا اعرف ماذا اخبرك الان غير اننى رجل اضحى فى نهاية الاربعينيات من عمره...رجل فقد الحب والامان صغيرا ....اصبحت كهلا قبل معاد كهولتى ....اصبحت رجل بلا حب بلا حياة بلا "جميلة "....