الأحد، 10 أغسطس 2014

الغالي عاش ومات مجذوبًا بحب السيدة العذراء مريم

 الغالي  عاش ومات مجذوبًا بحب السيدة العذراء مريم
نقلا عن الوفد
إذا كان الجميع يحبون السيدة مريم فان " عباس الغالي " كان عاشقا لها...
قصة ارتباط " عباس جرجس الغالي " بالسيدة مريم هي من القصص المأثورة التي تتناقلها الأجيال في محافظة قنا ، خاصة أن التفاصيل تتعلق بذلك الرجل النحيل الطيب الذي يتذكره جيدا عجائز بهجورة وهو يجلس منزويا في أركان الكنيسة والى جواره مصباح الكيروسين الذي يضيء له طريق عودته إلى منزله ليلا والذي بلغ به عشقه للسيدة العذراء أن أصبحت حياته مريمية .
ولد عباس جرجس صديق في العام 1903 واشتهر بلقب " الغالي " الذي أطلقه عليه أهل قريته بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي لدوره الخيري بالبلدة مع الأيتام والفقراء ، وبدأت قصة الغالي عندما كان في الخامسة عشر من عمره عندما صلى أن يظل متبتلا ـ دون زواج ـ وان يكرس حياته للصلاة وخدمة الفقراء ليبدأ جهاده لتهذيب الذات منذ حداثته ، رغم انه كان يعمل ليعول أمه وشقيقه المريض .
وفى حياته تجرد عاشق العذراء بكل ما يربطه بالدنيا ليعيش راهبا وسط العالم حيث تجرد من الممتلكات والأقارب وعاش مع الفقراء واليتامى ليكون أبا لهم .
في عام 1935 دعاه أبناء بلدته للانضمام لجمعية خلاص النفوس الخيرية وعهد أليه بأمانة الصندوق وكان من أهم أنشطة الجمعية مكتبة للبيع والاستعارة ومساعدة الفقراء ومحاربة الخمور والمخدرات وندوات دينية ومسرحيات دينية تثقيفية هادفة ، واستمر الغالي في عمله الخيري بقرية بهجورة وان كان لم ينس والدته التي أصر على تعليمها القراءة والكتابة بعد أن أدركها الشيب فقد كان محبا للعلم رغم انه لم يحصل سوى على الشهادة الابتدائية .
كان اليتم الذي تعرض إليه عاشق العذراء في طفولته بعد أن رحل والده سببا أن يستشعر قسوة الزمن على اليتامى ، وكان مشروعه الأول رعايتهم وتربيتهم.. ففي أربعينيات القرن الماضي باع الغالي منزله الصغير بعد وفاة والدته وشقيقه و" حماره" الذي كان يذهب به لعمله في محل أقمشة في نجع حمادي واشترى قطعة ارض بمبلغ 250 جنيها ليقم عليها ملجأ لليتامى والفقراء وأقام معهم في حجرة بسيطة بعد أن أحاط المكان بسور من الطوب اللبن ،
وبدأت علاقته الوطيدة بالسيدة العذراء عندما تعرض لازمة مالية أعجزته عن الإنفاق على اليتامى ، حتى فوجىء برجل غريب يسال عنه ويسلمه مبلغا ماليا كبيرا فسأله الغالي عن سبب تبرعه بالمبلغ فاعلمه الرجل أن السيدة العذراء ظهرت له في حلم وقالت له" اذهب للغالي في بهجورة وأعطه ذلك المبلغ". عاش الغالي مجذوبا بحب السيدة مريم وكان يراها أما وراعية له وكانت حالته في ذلك العشق متفردة ..
وعندما يستقبل الضيوف يقدم لهم الشاي والهدايا "المريميه " ؛ عاش عاشق العذراء 94 عاما فخورا بموهبة الفقر وبجلبابه الأسود الذي يظهر جسده النحيل وبرعايته للفقراء واليتامى وأسس مدرسة الاتحاد وجمعية العذراء ولازالت أريكته الخشبية العتيقة في مكانها بمدخل كنيسة العذراء ببهجورة يتذكر كل من يراها أحاديث الغالي الدافئة عن الملكة ، وربما يتطلع كثير ممن لم يعاصروه إلى حفاوة استقباله ونصيحته لكل ضيوفه ألا يصافحوه ألا بعد إلقاء التحية على أم النور .

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م