ومنذ ولادة الطفل برودي كورتيس ومظهره يوحي بأنه مصاب بجروح من الدرجة الثالثة. وهو مغطى بضمادات لتحميَه من الإصابة بالعدوى أو تعرُّض جلده للبثور
وتمكن الأطباء من رؤية مخ الطفل برودي من الداخل عند ولادته، فأُدخل من فوره وحدة العناية المركزة بالمستشفى، ثم استقر لمدة27 يومًا بمستشفى للأطفال بولاية كنتاكي الأمريكية.
ويقول والدا برودي كورتيس إن من الممكن أن تتسبب لمسة لطيفة لابنهما بآثار على جلده أو بإصابته.وفي الوقت الحالي، عاد برودي إلى منزل العائلة ولا تزال الضمادات تغطي رأسه ويديه ورجليه من القدم إلى الركبة، ومن اليد إلى الكوع؛ لأنها بدون جلد.
ويقضي والداه يوميًّا ساعة فى تغيير الضمادات بحذر شديد وبنعومة؛ حتى لا يتأذى جلده ولا تصاب جروحه المفتوحة بعدوى. وبرودي لديه فقاعتان في فمه ولسانه، وهما من العلامات المميزة لمرضه.
وقالت أمه (وهي مدرسة رياضيات): "نعرف أنه في حالات أخرى يمكن أن تسبب المتلازمة الوفاة أو الإصابة بسرطان الجلد. وفي أغلب الأحيان يصاب المرضى بها بالعمى أو بتشوهات خلقية".
وأضافت: "لا شفاء منها، ولا تأثير للأدوية. وكل ما يمكن للأطباء فعله هو وضع الضمادات على جسده لإيقاف العدوى أو الأضرار لجلده"، معربةً في الوقت نفسه عن أمنيتها أن يصير برودي من الأطفال المحظوظين، وأن ينمو طبيعيًّا، ويستطيع اللعب والركض. ولا يعرف الأطباء تحديدًا أيتمكن جلده من النمو دائمًا أم لا، ولكن يأمل والدا برودي أن يتمتع بحياة طبيعية.
ومتلازمة "بارت" حالة جينية تظهر مرة في كل مليون طفل. وهي شكل من أشكال المرض أخطر من الأمراض الجلدية. ولا يُعرف أيٌّ من والديه يحمل الجين الذى حمل لبرودي المرض، لكنهما كليهما يتمتعان بالعافية، هما وأخته الكبرى "مكينا".
وفي معرض تعليقه على حالة برودي، قال جوني أوتو رئيس قسم الأمراض الجلدية بجامعة توماس جيفرسون بفلاديلفيا؛ إن في الأشكال الأكثر حدةً من المرض يُتوفَّى الجنين المصاب خلال أيام أو أسبوع من الولادة؛ لأن الجلد لا يعمل ولا يؤدي الوظائف المطلوبة منه، أو على الأقل يتعرضون للإصابة أو الالتهابات، أو يتطور إلى الإصابة بالسرطان.