وتبقى العلاقة الزوجية هي أقوى أشكال الارتباط على الأرض، وهي الرباط المقدس الذي وجد لغاية تكاثر البشرية والحفاظ على استمراريتها،
رغم ان العديد منا لا يدرك ذلك، وتعتبرها بعض النساء رحلة رومانسية تجرب فيه شكلاً من الحياة لم يكن متاحاً من قبل. ومع الأسف، ان مثل هذا النوع من التفكير بدأ يشكل خطراً حقيقياً على النساء والرجال.. فواحدة من أهم أسباب الطلاق هذه الأيام هي أن المرأة ترهق زوجها بأعبائها العاطفية وتطلباتها التي تعتقد انها مشروعة والتي هي مشروعة فعلاً، ولكن أعباء الرجال الأخرى وغاياتهم وهواياتهم واصرارهم على ان يحافظوا على استقلاليتهم وحريتهم حتى بعد الزواج تحبط المرأة مما قد يزيد المشاكل بين الزوجين والتي قد تقود للطلاق..
لذا فعليك ان تضعي الاعتبارات التالية في بالك قبل ان تقرري الزواج او الارتباط بأي شكل من الأشكال، والتي وقبل ان نسردها عليك ان تفهمي أمراً مهماً جداً ان الزواج ليس صك ملكية لك أو له.. انت لا تفصلين رجلاً على مقاسك ولا انت امرأة يجب ان تكوني على مقاسه، فالعلاقة بينكما تكاملية وليست استنساخية.. أي ليس مطلوباً منك ان تكوني نسخته النسائية ولا ان يكون هو نسختك الذكورية..
من جهة أخرى، لا تعلقي راحتك وانسانيتك وكيانك على رجل.. يعني انت لست جميلة لأن زوجك يراك بهذا الشكل، ولست قبيحة لأن زوجك لم يعد يهتم بك كما في السابق، وليس مطلوباً منك ان تستنزفي نفسك لتحصلي على رضاه، وانما تراعي منزلك بما يرضي الله، وتراعي نفسك وابنائك بما يرضيك انت شخصياً..
والآن اليك أهم المعايير، التي تضعينها حلقة في اذنك
1. التواصل هو أساس الحياة الزوجية، لا تسمحي له بالانزواء على نفسه، او الانسحاب من حياتكما لان حديثك اصبح مملاً، ولأن كل ما تتحدثين به: هو كيف يبدو شكلي اليوم!! هل تحبني!! لماذا لا تنظر الي!!
أو يكون كل حديثك معه حول مشاكل الأولاد والجيران والأحاديث السلبية.. كوني ايجابية.. تحدثي معه في مواضيع مختلفة، اسمعيه وجاوبيه.. اجعلي ردودك مثقفة وليست سطحية.. كوني على مستوى عقله ليتسلى معك..
نمي أساليب الحوار بينكما، ولا تجعليه عقيماً ينصب في نوعية واحدة.
2. الحب ينطفيء مع العشرة.. ويزداد بعد العشرة..
كيف!!
بالطبيعي فان العلاقة العاطفية في أولها دائماً متأججة، وتكونين في أعين الحبيب فتاة أحلامه التي يرجو قربها، ثم تأت الخطبة وتقتربان أكثر وتبدأ المشاحنات.. ولكنكما لازلتما لم تعيشا تحت سقف واحد.. لم تتشاركا الفراش.. ولا الحمام ولا المطبخ.. ولم يلزمك باحتياجاته اليومية وانت أيضاً..
لم يحصل عليك كاملة ولم تحصلي عليه أنت أيضاً.. فبالتالي أصبح الخيال والفانتازيا التي رسمها لك واقع، وانطفئت الشعلة، الا ان الحب لا يزال موجوداً وقد يزيد.. فهو يعتمد عليك في اهم يومياته، وتصبحين انت عائلته، وحبه لك هو حب العائلة وليس حب المرأة الفاتنة..
3. الحياة الزوجية ليست حكاية.. نهايتها سعيدة
الحياة ليست فيلماً رومانسية ينتهي بقصة سعيدة أو العكس.. انها الواقع.. هي أمس واليوم وغداً، وعليك ان تجدوليها، لا ان تنتظري منها خطة خيالية..
سيكون هناك اياماً سعيدة وهناك أيام تعيسة.. عليك ان تتعلمي التعايش مع ما هو أمامك وليس مع الصورة في خيالك..
كيف اتعامل مع خطيبى
4. انتما بحاجة لقدوة تحتذيان بها..
فاذا كان والديك ليسا صورة مثالية للحياة الزوجية ولا والداه، فأنتما بحاجة لزوجين اخرين ناجحين في حياتهما الزوجية من دائرة العائلة لتكونوا قريبين منهما.. هذا الأمر أسسي له من أيام الخطبة..
هؤلاء الزوجين لابد ان يحصلان على احترام كليكما وتقديركما، اي لا يشكلان عبأ على اي منكما.. لسبب بسيط جداً وهو انه ولدى أول مشكلة تتعرضان لها ستتطرقان بابهما هما وليس باب اي من والديكما... حتى لا تزيدا من حجم المشكلة.. فتدخل الأهل هو الطريق الأقصر للطلاق.. وحتى تجاهلهما لمشاكلكما ايضاً يعد الطريق الأقصر للطلاق.. لذا اخرجوا اهليكما من دائرة علاقتكما الزوجية.. وهنا لا نقول حياتكما الزوجية وانما طبيعة العلاقة بينكما... ضعيها شرطاً على والديك وهو نفس الشيء.. لا تحكيان لهما لا خيراً ولا شراً.. اموركما الخاصة هي ملككما لوحدكما..
مع بقاء التقدير والحب والاحترام..
اما العرابان الذين ذكرناهما فليكونا ملجأكما في المشاكل الحقيقية.. واذا لم يتوفرا فانا أنصحكما باستشارة اخصائي زواجي وبالمناسبة فقد اصبحت هذه المهنة متوفرة في عالمنا العربي أخيراً..
5. الزواج ليس معقداً جداً
اذا كان هناك مشاعر طيبة وتعامل طيب وحسن نوايا، تأكدي ان الزواج أمر سهل جداً، انتبهي لنواياك ونواياه منذ الخطبة ولا تبرران الشكوك على انها غيرة حب أبداً.. حتى لا تختنقا بمشاعركما..
6. لا تعتمدي مبدأ واحدة بواحدة والبادي أظلم
اليوم انا زرت أهلك اذا انت يجب ان تزور اهلي غداًً..
اليوم انت كشرت في وجهي لذلك اكشر في وجهك غداً..
كونا كذلك واعدكما بأنكما ستتطلقان قريباً جداً او ستعيشان حياة شديدة البؤس وقد تقود للعنف، خذي الأمور ببساطة اذا كنت طيبة مع اهله لأنهم طيبين معك ولأنك تحبينهم ابقي كذلك.. انت لن تفعلي ذلك من اجله فقط، فكما قلنا في نقطة سابقة هو لا يشكل سلوكك وحياتك ليست واقفة عليه فقط.. افعلي ما تشعرين عليك فعله.. بطيبة وحسن نوايا..
والمفروض ان يفعل ذلك هو ايضاً، وان يتبع هذه القاعدة، واذا لم يفعل عليك ان توجهيه وتشعريه ان ما يقوم به خطأ فادح..
7. قد يقُدر لكما الأطفال.. وقد لا يقُدر..
فاذا كان كل هدفك من الزواج هو الحصول على أطفال، فتأكدي ان علاقتكما الزوجية لن تكون سليمة تماماً، وكذلك بالنسبة له.. لذا عليك ان تعي ان وجود الأطفال هو مكمل لسعادتكما.. لكن لا يجب ان يكون كل هدفكما.. اسعي لتأسيس بيت قواعده صلبة، لأنك لا تريدين لأطفالك ان يعيشا في كنف والدين متناحرين.
8. حافظا على مواعيدكما العاطفية
قد تقل العلاقة الجنسية بعد فترة من الزواج، وهذا لا يعني انه يهملك.. وانه لم يعد يحبك.. ولكن كما قلنا سابقاً تنطفيء شعلة الحب وتنطفيء شعلة الرغبة.. وفي مثل لرجل عجوز قال: بعد ثلاثة سنوات "اللحم يتآخى" وهي مقولة وان كانت قبيحة جداً، بمعنى ان أجساد الزوجين تعتاد على بعضها لدرجة انهما يكادا يصبحان مثل الأخوة.. عزيزتي تعاملي مع الأمر بواقعية وليس برومانسية..
ليس كل الرجال كذلك، ولكن مع الأسف نسبة كبيرة اصبحت بهذا الشكل.. والرجل الفحل مفتول العضلات التي كنت تسمعين عنه –تقريباً- لم يعد يتواجد الا في أفلام الخيال العلمي..
هذا لا يعني ان لا تمتنعي عن ذلك، بل انت لديك رغبات أيضاً ومطلوب منه ان يلبيها لك، لذا اطلبيها دون خجل.. وحاولي ان تكوني جديدة في كل مرة.. ليس بالملابس المثيرة فقط، ولكن بافتعال اشياء جديدة كل مرة، حتى وان كانت خارج طبيعتك..
الرجل ايضا يحب ان يتدلل وان يكون مرغوباً وأن تجريه انتي.. الى فراشك..
9. أنتما لا تشبهان أحداً...
باختصار ما يفعله زوج اختك لها او زوج جارتك او ابوك لأمك ليس بالضرورة ان يتشابه فيه مع زوجك.. لكل رجل مساوئه ومحاسنه، قد تعاني هي من أشياء لا تعانين منها.. وقد يفرحك زوجك بأشياء لا يفعلها زوجها..
مثلاً ربما زوجك عندما تمرضين يعطف عليك اكثر ويقوم برعايتك وخدمتك دون تكبر، بينما لا يقبل زوجها ان يمدها بكأس ماء اذا احتاجت.. بينما يغرقها بالهدايا..
لا تقارني نفسك بأحد ولا تقارني زوجك بأحد
10. المشاركة
لا يمكن ان يكون هناك حوار مشترك بينكما او حتى حياة مشتركة اذا لم تكونا تتشاركان فعلاً في الأشياء.. وهناك مثل لطيف " الزواج هو ان نتشارك في فرشاة أسنان واحدة"، نعم انه كذلك.. عندما لا تصلان لمرحلة الاشمئزاز من ادق الأشياء انتما زوجان..
اخلقي الاجواء المشتركة بينكما، فليكون لديكما اصدقاء مشتركين، حياة مشتركة، افلام مشتركة، هوايات مشتركة..
اذا كان زوجك يحب لعبة كرة القدم شاركيه في لعبها ما المانع!!
اذا كان يحب الالعاب الالكترونية، العبيها معه..
اذا كان له اصدقاء خاصين ومتزوجين، صاحبي زوجاتهم واخرجوا سوياً، او اتركي زوجك يفيض لك بأحاديث عن اصدقائه اذا كانت بيئتكما لا تسمح لكما بالاختلاط..
واتركيه يخرج معهم ثم يحدثك عن نشاطهم وفعالياتهم.. ومنها اعرفي ما الأشياء التي يحب زوجك مشاركتها مع اصدقائه لتكوني له الصديق ايضا، دون ان يخل ذلك من أنوثتك ومن حبك لنفسك.