الاثنين، 21 أكتوبر 2013

"شبح الاختطاف" يهدد بثورة أقباط المنيا

الدستور ترصد عودة "شبح الاختطاف" يهدد بثورة أقباط المنيا
سيطرت حالة من الخوف والقلق فى الأيام القليلة الماضية على العديد من أهالى المنيا عموما والأقباط على وجه الخصوص، بعد أن عادت من جديد أعمال البلطجة والسطو المسلح على العديد من العائلات وطالت أيدى البلطجية جميع المواطنين الغنى منهم والفقير ثم مساومة أهليهم على فدية مالية.
لم تقتصر أعمال الخطف على البنات فقط بل شهدت المحافظة العديد من عمليات الخطف للرجال والشباب وكذلك الشيوخ، وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم أو الاحتفاظ بهم لفترات طويلة فى المناطق النائية والصحراوية والتى يصعب الوصول إليها، وبالرغم من بذل القوات الأمنية لجهود قوية لفرض السيطرة على المحافظة ومراكزها شمالا وجنوبا إلا أن انتشار عمليات الخطف بشكل متكرر أثار هلع الجميع، الأمر الذى وصفه أحد النشطاء السياسيون بغياب دولة القانون بينما وصفه أحد القساوسة بالتقصير الأمني الشديد وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة وبشكل كامل.
وقد تمكنت الدستور من رصد العديد من عمليات الخطف التى تعرض لها العديد من أهالى المنيا، وكان آخر تلك الوقائع فى يوم 15 أكتوبر الجاري وهو اختطاف الطفل "أبانوب مجدي صابر عزيز" 4 سنوات مقيم بقرية دلجا، والذي تم اختطافه على يد 6 ملثمين ولم يقم أهله بتحرير المحضر اللازم خوفا من أن يقوم خاطفوه بقتله.

كما تم اختطاف الطالبة "مريم فرج عبد الملاك"، 18 سنة مقيمة بعزبة إبراهيم باشا التابعة لمركز سمالوط، منذ أكثر من 4 شهور أثناء ذهابها للامتحانات ولم يتم تحريرها حتى الآن ولم يعرف مكانها.
وفى يوم 16 أكتوبر تمكنت الأجهزة الأمنية بالمنيا من تحرير طبيب يدعى "ماجد بولس إسكندر" 51 سنة طبيب بشرى بعد أن تم اختطافه لمدة 16 يوما على أيدى تشكيل عصابى تحت تهديد السلاح أثناء عودته عقب إنهاء عمله بالعيادة الخاصة به بقرية المنصورة وقام حينها الخاطفون بمساومة أهليته بإطلاق سراحه عقب دفع فدية.

وأسفرت جهود البحث عن أن وراء ارتكاب تلك الوقائع مجموعة من الأشخاص سيئي السمعة المقيمين بنجع أبو كريم التابع لمركز ديروط بمحافظة أسيوط والمشهور عنهم ارتكاب هذا النوع من الجرائم، وأن أحدهم يقوم بالتفاوض مع أهلية المجنى عليه فى تحديد الفدية واستلامها ومن أجل ذلك يقوم بالحضور بين الحين والآخر إلى مركز الشرطة لمتابعة ردود أفعال أهلية المجنى عليه إمعانا من الجناة فى الضغط عليهم.

وأثناء إجراء التحريات تم ضبط المتهم ويدعى "حسين حلمى محمد" 40 سنة صاحب مصنع بلاستيك، يقيم بمركز ديروط وبحوزته هاتف محمول.. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف تفصيليا بدوره فى ارتكاب الواقعة فى احتجاز المجنى عليه والاتصال بأهليته بعد أن قام كل من "عبد الناصر عبد القادر محمد"، "فرج ومجدى عبد الغنى" ويقيمون جميعا بنجع عرب أبو كريم التابع لمركز دشلوط بمحافظة أسيوط "بخطف المجنى عليه وإحضاره طرفه؛ حيث يحتفظ به بغرفة مصنع البلاستيك الخاص به بمنطقة الظهير الصحراوي بالقرب من محل إقامة المجنى عليه، وأن الهاتف المحمول المضبوط كان يستخدمه فى الاتصال بزوجة المجنى عليه لمساومتها على المبلغ المالى بعد اتفاقه مع باقى الجناة على ذلك.

وبالتنسيق بين الأجهزة الأمنية بالمنيا ومديرية أمن أسيوط وبإرشاد المتهم تم استهداف مكان حجز المجنى عليه؛ حيث تم العثور عليه داخل إحدى الغرف المغلقة بمصنع البلاستيك ولم يلحق به أي إصابات.

ومنذ نحو ثلاثة أسابيع تم اختطاف الدكتور"أشرف بولس عزيز" ومقيم بمركز بني مزار أثناء عودته من عيادته الخاصة بقرية الخواجة، وتبين أن المتهمين طلبوا دفع مبلغ مليون جنيه لإطلاق سراحه.

من جانب آخر تم اختطاف مندوب مبيعات يدعى "نبيل فايق بشرى" 40 سنة، ومقيم بقرية الطيبة التابعة لمركز سمالوط أثناء وجوده بمدينة ملوي وتم اصطحابه لمنطقة تونا الجبل ثم بيعه لإحدى الجماعات المسلحة الأخرى بقرية دلجا مقابل 15 ألف جنيه، وطلب خاطفوه الجدد 200 ألف جنيه لتحريره إلا أنه تم تخفيضها إلى 80 ألف جنيه وتم إطلاق سراحه بعد دفع الفدية.

واستمرارا لمسلسل الخطف بمركز سمالوط المثير للجدل تم خطف مجهولين لصاحب صيدلية يدعى "برسوم سمير القس" مقيم بقرية الطيبة بسمالوط، عندما هاجم الجناة الصيدلية، واصطحبوه تحت تهديد السلاح ثم طالبوا أسرته بدفع مليون جنيه، وبعد التفاوض معهم تم تخفيض المبلغ إلى 150 ألف جنيه.
لم يتوقف مسلسل الخطف على الفتيات والأطفال أو الأطباء فقط بل امتدت الأيادى المسلحة إلى كبار العائلات وتم اختطاف شيخ بلد قرية ولاد المرجان بمركز ملوي جنوب المنيا ويدعى "رفعت حنا غبريال" 61 سنة أثناء استقلاله سيارة نصف نقل.
حيث فؤجئ شيخ البلد بسيارة مجهولة ملاكي سوداء اللون بدون لوحات معدنية ويستقلها 4 أشخاص ملثمين مسلحين وقاموا باستيقاف السيارة واختطافه وطلب مبلغ مالي 2 مليون جنيه فدية.

كما تم اختطاف طبيب صيدلي يدعى "هاني سيدهم" من مدينة المنيا، وتم تحريره بعد دفع مبلغ 300 ألف جنيه، جمعها زملاؤه الصيادلة.

واستمرارا لمسلسل الخطف شهد مركز مطاي قيام 3 مسلحين باستيقاف السيارة رقم 657 بطريق المحيط التابع لدائرة المركز، واختطاف كل من "ماجد ميلاد مرقص" 8 سنوات وشقيقته سارة 6 سنوات، و"مينا إيهاب شكري" 6 سنوات، وعقب الواقعة اتصلوا هاتفيا بأهليهم وطالبوا بفدية قدرها 500 ألف جنيه نظير إطلاق سراح الأطفال، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة وتم تحريرهم.

من جانبه أرجع القس "أيوب يوسف" راعي كنيسة دلجا بالمنيا، انتشار وقائع الخطف إلى التقصير الأمني الكبير فى مقاومة المجرمين قبل أن يبدأوا بالاعتداءات والمكوث حتى ظهورهم بقوة ثم التحرك فى وقت متأخر مما يؤدى إلى فشل إنقاذ الضحايا إلا بعد أوقات طويلة.

وأكد يوسف أن الكسب السريع هو أهم الأسباب التى تدفع بالمجرمين لارتكاب تلك الوقائع، مضيفا أن الأهالي على أتم الاستعداد لمعاونة الحكومة فى سرعة ضبط الخارجين على القانون.

وقال بدر سدراك، الناشط الحقوقي وأحد كوادر حزب المصريين الأحرار بالمنيا، إن المواطن لا يشعر بدولة القانون بسبب استمرار فرض الإتاوات وأعمال البلطجة وخطف البنات القصر سواء من الأسر الفقيرة أو الغنية على حد سواء، فالحكومة الحالية تسير بمبدأ (اضرب المربوط يخاف السايب)، الأمر الذى جعل المجرمين يستمرون فى عمليات الخطف بشكل أنشط من سابقه.

وأضاف سيدراك أن أحد المخطوفين قال إنه سمع بعد العناصر المجرمة عندما قاموا بخطفه يقولون "إحنا هنخطفكم والكنيسة هتدفع وتطلعكم"، مما يؤكد أن عمليات الخطف تستهدف جميع الفئات الاجتماعية من الأقباط.
وطالب بدر الأجهزة الأمنية بعمل دوريات مكثفة بالطرق والأكمنة بجميع القرى والنجوع وخاصة الكائنة بالظهير الصحراوي، وسرعة ضبط الأسلحة النارية والثقيلة التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير ومازالت تهدد الأمن الوطني.
الدستور

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م