الجمعة، 11 أكتوبر 2013

«منير» في عيد ميلاده الـ59.. قبطان «سفينة العجايب» الموسيقية

«منير» في عيد ميلاده الـ59.. قبطان «سفينة العجايب» الموسيقية
المصري اليوم حاتم سعيد 
دخل يوسف شاهين أحد استديوهات الصوت عام 1982 للاستماع إلى أغنية فيلمه الجديد «حدوتة مصرية»، قبل أن يتكئ بجسده النحيل على كرسي «فوتيي» بجانب مهندس الصوت ممسكًا بسيجارته، طالبًا منه وبعصبيته المعهودة «تشغيل» الأغنية، وما أن أشعل سيجارته واستمع إلى الدقيقة الأولى من التوزيع الموسيقي المُعتمد على أوركسترا كبير إلا وعبر عن صدمته لابتعاد الأغنية عما كان يتخيله، مقررًا إعادة توزيع الأغنية بنفسه، ليخرج توزيعًا ناعمًا بخلفية موسيقية فنية بسيطة، متصدرًا صوت فنان شاب لُقب فيما بعد بالملك محمد منير.

أتمّ محمد منير أبا زيد جبريل متولي، في 10 أكتوبر الحالي، 59 عامًا، في قرية منشية النوبة، بأسوان التي تلقى سنوات تعليمه الأولى فيها، قبل أن ينتقل مع عائلته إلى القاهرة في السبعينيات.

جذور «منير» النوبية تركت بصمتها في وجدانه الإنساني، التي رسم على مياه نيلها أحلامه، وكتب على حجارة معابدها مشواره نحو القمة قبل أن يبدأ، متعهدًا على التمسك بجذوره، وهو ما بدا في ألحانه وكلمات أغنياته الممزوجة بالمفردات القاهرية والنوبية منذ أول ألبوماته حتى آخر أغنية له.

كانت هجرته وأسرته من قريته بأسوان إلى القاهرة بعد غرق النوبة تحت مياه بحيرة ناصر في السبعينيات، نقطة تحول في وجدان وأحاسيس ذلك الشاب الأسواني إلا أنه وبنظرة تفاؤل، قرر التركيز على الجانب الإيجابي فيما حدث، ليضع نصب عينيه التوغل في تفاصيل الدنيا، ليكتسب خبرات جديدة، واعدًا رمال ونيل وحجارة أسوان بالعودة مرة أخرى، على أن تكون العودة مختلفة، وهو ما حدث بالفعل بعد عقدين من الزمان.

في القاهرة، واصل «منير» تعليمه إلى أن تخرج في قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون في كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، ليلتحق بعدها بالقوات المسلحة، لتأدية خدمته العسكرية الإلزامية، ليكتشف زملاؤه في ليالي خدمتهم عذوبة صوته.

تعرف إلى الشاعر عبد الرحيم منصور والفنان أحمد منيب عن طريق صديق نوبي بعد إنهاء تجنيده، ثم توسعت دائرة معارفه لتضم فؤاد حداد، ليرسم بشكل أولي أول ملامح مشروعه الفني، وفي عام 1978 طرح أول ألبوماته الغنائية بعنوان «بنتولد» إلا أن الألبوم لم يحقق النجاح المرجو منه.

في عام 1979، شارك في إحدى أغنيات مسلسل «سفينة العجايب»، الذي أخرجه فتحي عبد الستار، وهي أغنية «أمانة يا بحر»، والتي تعد الانطلاقة الحقيقية لـ«منير» نظرًا للنجاح الذي حققته آنذاك، وهو ما دفعه لتكرار تجربة طرح ألبوم جديد بعنوان «شبابيك»، حقق مبيعات خيالية ساعدت على نجاح ألبوم «بنتولد» بعد عامين من طرحه في موقف لا يتكرر كثيرًا مع أي مطرب.

الرغبة في التغيير بدت على مشروع «منير» الفني منذ بدايته عندما اختار مفردات وموسيقى غير مألوفة منذ أول ألبوماته، وهو ما دفعه مثلًا للاستعانة بشعراء عامية في أغنياته، مثل أغنية «تعالى نلضم أسامينا».

لم يكن فؤاد حداد شاعر العامية الوحيد الذي تعامل معه «منير» في بداية حياته، فتلى ذلك تعامله مع الشاعر جمال بخيت، في أغنية «أم الضفاير»، كما تعاون مع سيد حجاب في أغنية «بفتح زرار قميصي»، كما كان أن له الفضل في عودة كمال الطويل إلى التلحين مرة أخرى بعد سنوات من التوقف عام 1988 بتعاونهما معًا في ألبوم «شيكولاتة»، في أغنية «من حبك مش بريء» و«بره الشبابيك»، التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي.

قدّم «منير» خلال مسيرته الفنية 25 ألبومًا غنائيًا، لعل أهمها، «شبابيك» 1981، و«شوكولاتة» 1988، «أسامينا»، 1991، «الليلة يا سمرة»، 1993، و«ممكن» 1995، و«من أول لمسة»، 1996، و«في عشق البنات»، 2000، و«الأرض والسلام»، 2002، و«طعم البيوت» 2008.
كما قدم 10 أفلام، أهمها «حدوته مصرية» و«المصير» و«يوم حلو ويوم مر» و«اليوم السادس» و«حكايات الغريب».
وقدم 3 مسرحيات هي «للملك هو الملك» و«ملك الشحاتين» و«مساء الخير يا مصر»، كما قدم مسلسلين هما «علي عليوة» و«جمهورية زفتى».

حصل منير على عدد من الجوائز المحلية والعالمية، كان آخرها جائزة أفضل مطرب في الوطن العربي من مهرجان MEMA عام 2008، كما حصل على العديد من الجوائز العالمية من ألمانيا التي يقيم بها حفلات منتظمة طوال العام.

مع بداية ثورة 25 يناير 2011، طرح «منير» أغنية بعنوان «إزاي»، اعتبرها البعض أيقونة الثورة، لما تحتويه كلماتها من لوم وعتاب على ما آلت إليه الأمور في مصر، ولا تزال هذه الأغنية حتى الآن ترمز إلى أيام الفساد الذي عاشت فيها مصر خلال أكثر من 30 عامًا.

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م