الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

عملية حرق السيسى

مصطفى عمار يكتب : عملية حرق السيسى

الكثيرون يتورطون بقصد وبدون قصد فى عملية حرق الفريق أول عبد الفتاح السيسى، فأصوات كثيرة تطالب الآن بترشحه لرئاسة الجمهورية، طمعاً فى الشعبية التى أصبح يتمتع بها عقب ثورة 30 يونيه وانحيازه التام لإرادة الشعب، وعزل الرئيس محمد مرسى بعد سقوطه وجماعته فى فخ الحكم، مما دفع ملايين من المصريين للخروج عليه لعزله بسبب خيانته، مثلما خرجوا من قبل لخلع مبارك لفساده،

السيسى يمتلك كل مقومات الزعامة، فهو أحد أبناء المؤسسة العسكرية التى أنجبت من قبل ناصر ورجال ثورة يوليو، ورجال 73، هذا بخلاف تمتعه بكاريزما وحضور طاغيين، جعل البعض يؤكد أنه خليفة جمال عبدالناصر، نصير الغلابة وصانع العدالة الاجتماعية وقاهر الإخوان.

وهو ما يؤهله للجلوس على كرسى الحكم، خصوصا أن التجربة كما يروج البعض أثبتت أن المصريين لن ينجح فى حكمهم غير الديكتاتور العادل!

كل هذا الكلام وغيره الكثير يتداوله شباب ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى ومنهم من يؤيده ومنهم من يتهم مردديه بالخيانة لأنهم على حسب وصفهم يريدون إخضاع البلد من جديد لحكم العسكر ويريدون توريط المؤسسة العسكرية فى الحكم وهو ما سيضعف موقف الجيش، وبالطبع هى وجهة نظر مهما تختلف معها يجب أن تحترمها فى النهاية، ولكن للأسف بعض الإعلاميين يمارسون فذلكتهم عندما يوجهون بعض أسئلة لأى مرشح سياسى محتمل لرئاسة الجمهورية، ويبادرون بسؤاله عن موقفه إذا قام الفريق السيسى بالترشح للرئاسة، هل سيخوض المنافسة ضده أم سينسحب، ووقتها بالطبع يشعر المرشح بالخجل ويقرر أن يعلن أنه بالطبع سينسحب إذا قرر الفريق السيسى الترشح للرئاسة مع تدبيل عبارته بجملة، رغم أنه أكد فى أكثر من لقاء أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية!

أضف إلى كل هذا اللت والعجن، ما يقوم به بعض ضيوف البرامج وبعض الصحفيين، بالمطالبة بترشح الفريق السيسى للرئاسة، لأنه الشخص الوحيد القادر على قيادة البلاد والعبور بها من التخبط والفشل لجميع مؤسسات الدولة تحت حكم الإخوان أو حتى تحت حكم المجلس العسكرى برئاسة المشير طنطاوى، متناسين أن الفريق السيسى وقتها لم يكن بعيدا عن المجلس العسكرى لأنه وقتها كان يشغل رئيس المخابرات الحربية!

فى نفس الوقت تقوم خلايا الإخوان الإلكترونية باستغلال مناقشات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى حول ترشح الفريق السيسى للرئاسة، وهمجية البعض فى مهاجمة ثورة 25 يناير، ومستغلين أيضاً أخطاء بعض القيادات بأحد الأجهزة السيادية بإرساله للصحف تقريرًا مضروبًا ومزورًا من ويكليكس عن أسماء بعض الشخصيات التى يدعى التقرير أنها ممولة من الخارج، بالإضافة لواقعة القبض على الزميل الصحفى أحمد أبودراع ليستغل الإخوان كل هذا الخراء لإشاعة أن ماحدث فى 30 يونيه ما هو إلا مخطط مسبق للعودة لحكم العسكر بفاشيته وغشمه وجبروته، مستغلين أيضاً ما تكتبه بعض الأقلام الصحفية تحت أعمدة الرأى المخصصة لها، والتى تطالب بمحاكمة عبدالفتاح السيسى بتهمة ارتكابه مجازر أثناء فض اعتصام رابعة العدوية بمعاونة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لنجد أنفسنا فى النهاية أمام عملية حرق ممنهجة للفريق عبدالفتاح السيسى، رمز المؤسسة العسكرية الآن، فترشح هذا الرجل للرئاسة كما يحلو للبعض ترويجه، سيقضى على الرجل والبلد فى وقت واحد، لأنه وقتها سيكون ساند ثورة 30 يونيه لغاية فى نفس يعقوب، ومحاكمته بارتكاب مجازر كما يطالب البعض، سيضعف المؤسسة العسكرية وبقية أجهزة الدولة التنفيذية فى مواجهة أى إرهاب أو خروج عن القانون، عبدالفتاح السيسى يجب أن يظل رمزًا لمساندة الشعب والترفع عن السلطة وكرسى الحكم، وداعماً لوصول رئيس مدنى منتخب لرئاسة مصر، وإن لم يحدث ذلك، فلا يلوم الفريق إلا نفسه!
بوابة الفجر

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م