لكل فنان شخص عزيز عليه يكون هو فى الغالب ملهمه للإبداع فى
الفن الذى يقدمه خاصة نوعية الشعراء والكتاب لذلك نجد كثيرا منهم يقوم
بكتابة إهداء فى بداية كتابه أو ديوانه الشعرى لشخص ما قد يكون هذا الشخص
حبيبته أو زوجته أو أحد أبناؤه أو أصدقاؤه فلكل ملهم يدفعها للإبداع وإخراج
طاقاته الكامنة ودائما من يكتبون الشعر الغزلى لابد وان يكون لهم ملهمة
يكتبون لأجلها ويتغزلون فى جمالها وهذا ما حدث مع الشاعر الكبير نزار قبانى
والمعروف بعدة ألقاب منها شاعر الحب والوطنية وأمير الياسمين وغيرها من
الألقاب وقد غنى من أشعاره العديد من المطربين المشاهير والمعروفين وإن كان
هناك العديد من المهتمين بالكتابة والشعر قد إنتقدوا الشعر الصريح الذى
قدمه نزار قبانى فى فترة من فترات حياته والذى وصفه كل من قرأه بالوقاحة
إلا أنه عاد مرة أخرى وإلتزم بالشعر الغزلى الغير صريح وقد إرتبط نزار
قبانى عاطفيا بسيدة عراقية تدعى بلقيس قال عنها أنه كنز عظيم عثر عليها
أثناء مشاركته فى أمسية ثقافية فى العراق عام 1962 وإرتبط بها عاطفيا لفترة
وعندما تقدم لأهلها لخطبتها رفض أهلها وذلك نظرا لقصائد الغزل الصريح التى
نسجها فى فترة من فترات حياته وكما قلنا كان يستاء منها العديد من الذين
قرأوها وقد غادر نزار بلاده حزينا على عدم إرتباطه بها وتوجه لأسبانيا حيث
كان يعمل فى السلك الدبلوماسى لمدة ثلاثة سنوات ثم عاد مرة أخرى للعراق
بناءا على دعوة رسمية لمهرجان المربد عام 1969 وقد ألقى نزار قصيدة فى حب
العراق فى ظاهرها وفى حب حبيبته بلقيس فى باطنها وقد أزهلت القصيدة كل
الحاضرين وكل شعب العراق بأكمله وإرتبطوا بشكل كبير بنزار قبانى بسبب هذه
القصيدة وهذا مادفع بعض المسئولين فى العراق التدخل لدى عائلة بلقيس
للموافقة على جواز نزار من بلقيس وقد حدث ذلك فعلا وتجوزها نزار وسافرت معه
إلى بيروت ولكنها أستشهدت تحت أنقاض السفارة العراقية فى بيروت بعد تعرضها
لقصف عنيف فى يوم 15 ديسمبر عام 1981 وقد عانى نزار بعد ان فقدها وعاش
حياة من العزلة وعندما سُئل عن فقدانها قال (كنت في مكتبي بشارع الحمراء
حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها
: ياساتر يارب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر.. السفارة العراقية نسفوها..
قلت بتلقائية بلقيس راحت.. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي.. أحسست أن
بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الأبد، وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياه،
كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي)